لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟ تحليل استراتيجي وجيوسياسي
بقلم: فريق الرأي الحر | تحليل سياسي
رغم ما تمتلكه إسرائيل من قوة عسكرية وتكنولوجيا استخباراتية متقدمة، فإنها حتى الآن فشلت في كسر شوكة إيران أو وقف طموحاتها الإقليمية والنووية. في هذا المقال نحلل أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الإخفاق، مع التركيز على العوامل السياسية والعسكرية والإقليمية.
1- الردع المتبادل بين الطرفين
تمتلك إيران ترسانة من الصواريخ الباليستية والقوة العسكرية غير التقليدية عبر أذرعها في المنطقة مثل حزب الله، والحوثيين، والحشد الشعبي. أي هجوم مباشر على إيران قد يؤدي إلى ردود عنيفة في أكثر من جبهة، وهو ما يجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل اتخاذ خطوة تصعيدية.
2- النفوذ الإقليمي الإيراني العابر للحدود
تمكنت إيران من بناء شبكة من الحلفاء والوكلاء في المنطقة، مما يمنحها عمقًا استراتيجيًا قويًا لا تمتلكه إسرائيل. وهذا يمنح طهران قدرة على الرد في حال تعرضها لأي ضربة، ويجعل من كسرها أمرًا بالغ الصعوبة.
3- الفشل الاستخباراتي في احتواء البرنامج النووي
رغم عمليات الاغتيال والتخريب ضد علماء ومنشآت نووية إيرانية، فإن البرنامج النووي الإيراني مستمر في التقدم، بحسب تقارير دولية. مما يكشف عن فشل طويل المدى في استراتيجية الاحتواء الإسرائيلية.
4- الدعم الروسي والصيني لطهران
تلعب كل من روسيا والصين دورًا حاسمًا في دعم إيران دبلوماسيًا واقتصاديًا، خصوصًا في مجلس الأمن. هذا الحصن السياسي يعزز من صمود إيران أمام الضغوط الغربية والإسرائيلية.
5- الداخل الإسرائيلي المنقسم
تعاني إسرائيل داخليًا من انقسامات سياسية ومجتمعية حادة، تؤثر على وحدة القرار الاستراتيجي. كما أن الحروب مع غزة واستمرار المواجهات على جبهات متعددة تضعف قدرة الجيش على خوض حرب شاملة مع دولة مثل إيران.
الخلاصة:
محاولات إسرائيل لكسر إيران حتى الآن لم تؤتِ ثمارها. بل على العكس، فإن إيران مستمرة في توسيع نفوذها، بينما تبدو تل أبيب محاصرة بجبهات مفتوحة وتوازن ردع لا يمكن تجاوزه بسهولة. السؤال الحقيقي اليوم هو: هل ستعيد إسرائيل صياغة استراتيجيتها؟ أم أن المواجهة الكبرى باتت حتمية؟
كلمات مفتاحية (Keywords):
إيران، إسرائيل، النووي الإيراني، حزب الله، فشل إسرائيل، التحليل السياسي، الشرق الأوسط، الردع النووي، التوتر الإقليمي، الحرب الإسرائيلية الإيرانية