ترامب وغراهام يمهّدان لاحتلال غزة بعد عامين من القصف والحصار

تحليل سياسي لتصريحات ترامب وغراهام بشأن غزة، وسط انسحاب أميركي من التفاوض وتزايد التلميحات نحو احتلال كامل للقطاع المحاصر

هل تمهّد تصريحات ترامب وغراهام لاحتلال غزة؟

بين انسحاب واشنطن المفاجئ من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتصريحات متشددة من مسؤولين أميركيين، تتعزز المؤشرات بأن ما يجري ليس مجرد توتّر سياسي بل تمهيد لمشروع أكثر خطورة: السيطرة الكاملة على القطاع الفلسطيني المحاصر.

ترامب: "التخلي عن غزة كان خطأً"

في تصريحات أدلى بها مؤخراً خلال زيارته إلى اسكتلندا، انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السياسات الإسرائيلية القديمة، معتبراً أن انسحاب تل أبيب من قطاع غزة كان "قراراً خاطئاً". وأضاف أنه ناقش مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "خيارات مفتوحة" للتعامل مع غزة، في تلميح إلى ضوء أخضر لأي تصعيد عسكري محتمل.

غراهام: "سنعيد سيناريو برلين وطوكيو"

في مقابلة تلفزيونية مع شبكة NBC، ذهب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى أبعد من التصريحات الدبلوماسية، قائلاً: "إسرائيل ستتعامل مع غزة كما تعاملت أميركا مع برلين وطوكيو بعد الحرب العالمية الثانية، عبر السيطرة الكاملة والبدء من الصفر".

غراهام، المعروف بعلاقته القوية بترامب، لطالما دعا إلى حلول عسكرية حاسمة، حتى أنه اقترح سابقاً استخدام السلاح النووي ضد غزة، وهو تصريح أعاد التلميح إليه هذه المرة بطريقة أقل فجاجة، لكنها لا تقل خطورة.

انسحاب من المفاوضات وتجويع منظم

انسحاب الولايات المتحدة من جهود الوساطة مؤخراً جاء متزامناً مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات إلا من خلال قنوات تثير الجدل، أبرزها "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تمولها جهات أميركية وإسرائيلية، وتدير عمليات الإغاثة وفق آلية عسكرية رقابية. التقارير الدولية تنفي مزاعم سرقة المساعدات من قبل حماس، ما يثير تساؤلات حول نوايا عسكرة العمل الإنساني.

هل غزة هي الهدف الجديد بعد إيران؟

المقارنة باتت واضحة: ما حدث في إيران خلال الأشهر الماضية من ضربات أميركية خاطفة دون إشعال حرب، يبدو أنه يُعاد تصميمه على نمط أكثر تطرفاً في غزة. تصريحات ترامب وغراهام تحمل بصمات مشروع قديم يسعى إلى إعادة "فرض الهيمنة الأميركية"، هذه المرة على حساب القطاع المنهك والمطوّق.

بين الجوع والقنابل

في مشهد سريالي، تتحدث واشنطن عن إرسال مساعدات إنسانية بينما تُسقط القنابل على المدنيين. يثير هذا التناقض أسئلة وجودية حول صدق النوايا الأميركية، ومدى تورطها في مشروع تدميري منظم يُنفذ بأيدٍ إسرائيلية وغطاء دولي صامت.

هل بدأ التنفيذ الفعلي للاحتلال؟

من استبعاد التهدئة، إلى تصريحات متكررة حول "استعادة غزة"، إلى عسكرة المساعدات... يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع لم يعد احتمالاً نظرياً، بل خياراً يُحضّر له بغطاء أميركي، وسط صمت دولي وغياب توازن الردع.

إعداد: وحدة الشؤون الدولية

Post a Comment