من هو ياسر أبو شُباب؟ ملف خاص عن خلفياته ودوره داخل الأجهزة الأمنية

ملف شامل ومحدث عن ياسر أبو شباب، قائد القوات الشعبية في غزة: نشأته، هروبه من السجن، تشكيله ميليشيا، الخلاف مع حماس، اتهامات بالخيانة،

من هو ياسر أبو شباب؟ قائد القوات الشعبية في غزة – تحليل معمّق

ياسر جهاد منصور أبو شباب يُعد واحدًا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في قطاع غزة خلال العام 2025، إذ تحوّل من مهرب وسجين إلى قائد ما يُعرف بـ«القوات الشعبية» أو Anti‑Terror Service، وسط توترات شديدة مع حركة حماس. في هذا الملف المتكامل، نقدم لك تحليلاً شاملاً لسيرته، تطوّراته الأخيرة، ملابسات النزاع معه، الاتجاهات المستقبلية، والأبعاد المحلية والإقليمية.

النشأة والخلفية القبلية

ياسر أبو شباب ينتمي إلى قبيلة الترابين البدوية التي تعيش في شمال سيناء وتداخل مناطق النفوذ إلى جنوب قطاع غزة، وُلد في أوائل التسعينات بمدينة رفح. لطالما ارتبطت هذه القبيلة بشبكات تهريب أنفاق غزة–مصر، ما مكّن ياسر من تكوين علاقات بحرية قوية داخل القطاع وخارجه، وأكسبه نفوذًا اجتماعيًا ملحوظًا.

من التهريب إلى الاعتقال

في 2015 اعتقلته أجهزة الأمن التابعة لحماس بتهمة الاتجار بالمخدرات عبر الأنفاق. أُدين وسُجن لمدة 25 عامًا في سجن خان يونس، قبل أن تُفرج عنه لاحقًا بتسوية داخلية، لكن اعتبرته أجهزة الأمن شخصية محاطة بالشك، مع إدراج اسمه ضمن من يُوصف بـ "العناصر غير النظامية" التي تستدعي المتابعة الأمنية المستمرة.

الهروب وتأسيس القوات الشعبية

في أكتوبر 2023، وخلال القصف الكثيف لسجن خان يونس، هرب ياسر أبو شباب وتحوّل من معتقل إلى قائد ميليشيا محلية. أقام ما يُعرف بـ «القوات الشعبية – Anti‑Terror Service»، التي يُقدّر عدد عناصرها بين 100 و300 مقاتل، غالبهم من أبناء قبيلته وضباط سابقين من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

تشكيل قوة موازية

ظهرت القوات الشعبية كقوة شبه مستقلة، تعمل خارج إطار هيكلة حماس المدنية أو العسكرية، كما أوجدت فاعلية موضعية كبيرة، من خلال السيطرة على خطوط إمداد المساعدات في مناطق شرق رفح وكرم أبو سالم, مؤمنة القوافل التي كان يُتهم بتعطيلها بعضها بأنظمة الأمن التابعة لحماس.

أهداف معلنة

  • توفير الحماية لقوافل الإغاثة الدولية والمحلية، والحد من عمليات السطو.
  • فرض شرعيتها الأمنية في مناطق تحظى فيها بحضور شعبي واسع.
  • تفكيك عبء التهريب وتحويله إلى نشاط شرعي ضمن إشراف ذاتي محلي.

الخلاف مع حركة حماس

في الأعوام التي تلت الهروب، تصاعدت التوترات المتبادلة. اتهمت حماس القوات الشعبية بالسطو على المساعدات الإنسانية و‹‹التمرد العسكري››، واعتبرت نشاطها تشكيلاً مسلحاً غير شرعي وغير شرعي يؤدي لـ‹‹خطورة أمنية وبنية سيئة›› داخل قطاع غزة.

نزاعات على الأرض

شهدت مناطق شرق رفح اشتباكات متقطعة بين عناصر حماس والقوات الشعبية خلال مايو–يونيو 2025، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى من الجانبين. كما تم استهداف قيادات من القوات الشعبية في عمليات اغتيال موجهة، وأفادت مصادر بأن حماس استعادة السيطرة على عدة نقاط حيوية مرتبطة بالإمداد.

المحكمة الثورية والمهلة الأخيرة

في 2 يوليو 2025، أصدرت المحكمة الثورية حكما بتاريخ إصدار أوامر عليا تقضي بتسليم ياسر أبو شباب نفسه خلال عشرة أيام، تحت طائلة المحاكمة الغيابية بتهم تشمل:

  • الخيانة والتخابر مع إسرائيل.
  • التمرد المسلح ضد جهاز الدولة.
  • السطو والتربص بالمساعدات الإنسانية.
  • تشكيل جماعة مسلحة غير مشروعة تهدد الأمن العام.

تفسير رسمي

وصفت قيادة حماس هذا القرار بأنه إجراء قانوني يهدف إلى الحفاظ على أمن وسلامة القطاع، وأنه تحذير ليس بيانًا سياسيًا فقط، بل خطوة قائمة على جرائم وتجاوزات أمنية حقيقية.

التهم الموجهة والأبعاد الاستراتيجية

لا تقتصر القضية على وجه داخلي؛ إذ انطوت على جوانب استراتيجية تمس مصداقية نظام حماس وجدارة إدارتها الأمنية، كما حال دون وجود انقسامات شعبية خطيرة أو تشكيل لوبيات مسلحة موازية.

الدور الإسرائيلي في الملف

بحسب تصريحات معلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد تم «تسليح عشائر غزة المعارضة لحماس» جزءًا من استراتيجية تخفيف توتر عسكري مباشر مع الجيش الإسرائيلي. ويُعتقد أن القوات الشعبية حصلت على أسلحة مثل AK-47 ومتفجرات صغيرة من مخازن إسرائيلية، رغم إخفائها صيغة العلاقات الرسمية.

الدعم الإسرائيلي وجدل العسكر

أقر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بتسليح عشائر في غزة من بينها قواتيه، في محاولة لتقليل خسائر الجيش أمام حماس، لكن لم يُكشف عن المستوى الدقيق للعلاقة .

نفى أبو شباب للعلاقات

دحض هذه الاتهامات لتأكيد نزعته الإنسانية والتنسيق مع السلطة الفلسطينية وليس الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا أنهم لا يعملون بشكل مباشر مع العدو .

رد العائلة والقبيلة

عائلة أبو شباب برّأته من الأعمال المسلحة وعلّقوا أنهم لا يوافقون على ما وصفوه بـ“دعم الاحتلال”، معلنين تبرؤهم الكامل منه.

الجدل الداخلي ومرحلة الانشقاق

قدّم الصراع بينه وبين حماس نموذجاً لتصدّع السلطة في غزة، إذ يتواصل التوتر حتى مع غضب حماس العلني.

الدوافع السياسية والمصالح

يرى الطرفان أن الأزمة تحمل بعداً استراتيجيًا: حماس تسعى لتأكيد سيادتها، وأبو شباب يسعى لتحويلها إلى ضاغط على السلطة لإنهاء ما وصفه “نظام خائن”

الموقف الرسمي الفلسطيني

السلطة والمجتمع المدني لم يتخذوا موقفًا رسميًا موحدًا حتى الآن، مما يعكس الحالة السوداء للتوازنات السياسية بين غزة والضفة.

السيناريوهات المستقبلية

  • تسليم أبو شباب وقبول بدوره أو محاكمته غيابًا.
  • تصعيد أمني من حماس بحال استمر دخوله تحت المسار المنشق.
  • ظهور قوى جديدة داخل غزة قد تؤدي لصراع طويل الأمد.

خلاصة

يمثل ياسر أبو شباب نموذجًا معقدًا للصراع الفلسطيني الداخلي: من مهرب وسجين إلى قائد عصابة تسعى لتأمين المساعدات وتلكأ البقاء ضمن منظومة السلطة. مع منحها مهلة وحملة اتهامات رسمية، يحبس الجميع أنفاسهم لمعرفة ما إذا ستتطور الأمور نحو تصفية حاسمة أو تسوية قد تعيد غزة إلى ميدان سلطة موحدة.

أخبار غزة اليوم, أخبار حماس الآن, سيرة ياسر أبو شباب, تطورات كتائب القسام, أبرز الشخصيات الفلسطينية 2025, من هو القيادي ياسر أبو شباب, الصراع الأمني في غزة, تحركات حماس العسكرية, تحليل شخصية ياسر أبو شباب, انشقاقات داخل حماس

المصادر

إرسال تعليق