صالح الأزرق ينتقد ضعف الموقف العربي: قراءة معمّقة في حلقة «الرأي الحر»
مقدمة
في حلقة جديدة من برنامج «الرأي الحر»، قدّم الإعلامي صالح الأزرق نقدًا حادًا لما وصفه بـضعف الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية، وخاصة تلك المرتبطة بالانتهاكات المستمرة وملفات العدالة والكرامة. الحلقة لم تكتفِ بوصف الواقع، بل طرحت تساؤلات حول أدوات التأثير الممكنة، والمسافة بين الخطاب الرسمي وواقع الشارع العربي، وأثر ذلك على ثقة الجمهور في المنظومات السياسية والإعلامية.
السياق العام: أين يتعثّر الموقف العربي؟
يتجاذب القرار العربي اليوم اعتبارات معقّدة: علاقات دولية متشابكة، ضغوط اقتصادية، وملفات أمنية وإنسانية حسّاسة. ضمن هذا المشهد، يرى الأزرق أن المعادلة الأخلاقية باتت مهدَّدة عندما تُدار الأولويات بمنطق إدارة الأزمات لا بمنطق صناعة السياسات طويلة الأمد. ومن هنا تنطلق الحلقة لتفكيك الفجوة بين الخطاب والفعل، وكيف يُفضي ذلك إلى تآكل رأس المال الرمزي عربيًّا.
🎥 مشاهدة الحلقة (فيديو)
ملاحظة: إذا لم يظهر الفيديو مباشرةً، حدّث الصفحة أو افتح الرابط من تطبيق فيسبوك.
أبرز محاور الحلقة
- تشخيص مكامن الضعف: خطاب رسمي متحفّظ وإجراءات بطيئة قياسًا بحجم الكارثة الإنسانية.
- تكلفة الصمت: انعكاس سلبي على صورة المؤسسات العربية وتراجع وزنها التفاوضي.
- القوة الناعمة: إمكانات الإعلام والمجتمع المدني والاقتصاد كأدوات ضغط مشروعة وفعّالة.
- وحدة السردية: الحاجة إلى سردية أخلاقية وقانونية موحّدة تُقنع الداخل والخارج.
- المبادرات العملية: مناصرة قانونية، حملات مقاطعة موجّهة، وشراكات إعلامية عابرة للحدود.
تحليل الرسائل والأسلوب
اعتمدت الحلقة لغة نقدية واضحة تُسمّي الوقائع بأسمائها وتُحمّل المسؤوليات دون تعويم.
مزجت بين البعد الإنساني والحجج القانونية لإسناد خطاب قابل للدفاع في المنابر الدولية.
توسّلت أدوات تبسيطية مدروسة لإبقاء الجمهور في قلب النقاش وصياغة مطالب قابلة للقياس.
الفجوة بين الخطاب والفعل
خلصت الحلقة إلى أن العقبات ليست معرفية—فالمعلومات متاحة والوقائع موثّقة—بل هي عقبات إرادة وتنسيق. وهنا يلمّح الأزرق إلى أن أي إصلاح للخطاب لا يكتمل دون بنية قرار تُحوّل الأقوال إلى أفعال قابلة للقياس ضمن جداول زمنية واضحة.
تفاعلات وجدالات
أثارت الحلقة تفاعلًا واسعًا عبر المنصّات: فريق أيّد الجرأة في طرح الأسئلة الصعبة، وآخر رأى ضرورة توسيع زوايا النظر لاحتواء التعقيدات الدبلوماسية. وبين هذا وذاك، بقي الطلب الشعبي على موقف عربي أكثر تماسكًا هو المشترك الأعظم في الردود.
ماذا بعد؟ توصيات عملية
- توحيد الخطاب القانوني: تشكيل مجموعة عمل عربية لصياغة ملفات موحّدة تُعرض في المحافل الدولية.
- تفعيل القوة الاقتصادية: مراجعة الاتفاقات ذات الكلفة الأخلاقية العالية، واستثمار المساعدات والصفقات كأوراق ضغط مشروعة.
- شبكات إعلامية مشتركة: إنتاج تحقيقات عابرة للحدود وتبادل محتوى يرفع سقف التوثيق والمساءلة.
- حماية المجتمع المدني: دعم المبادرات الحقوقية وملاحقات الانتهاكات وفق تشريعات دولية.
- مؤشرات قياس: نشر تقارير دورية تقيس الفجوة بين التعهدات والنتائج، شفافيةً ومساءلةً.
أسئلة شائعة
هل تدعو الحلقة إلى قطيعة شاملة؟
لا؛ الطرح يميل إلى استخدام أدوات ضغط ذكية متدرجة توازن بين المبدأ والمصلحة.
ما دور الجمهور؟
المقاطعة الواعية، دعم التوثيق الحقوقي، ونشر المحتوى الموثّق ضد التضليل.
هل توجد تجارب ناجحة يمكن استلهامها؟
نعم، نجحت حملات متعددة في تغيير سلوك شركات ومؤسسات عبر ضغط قانوني وإعلامي منظم.
الخلاصة
تُعيد حلقة «الرأي الحر» مع صالح الأزرق ترتيب الأولويات: لا خطاب بلا فعل، ولا موقف بلا كلفة. الطريق نحو موقف عربي متماسك يبدأ من الاعتراف بالفجوة الراهنة، ويمرّ عبر أدوات عملية قابلة للقياس، وينتهي بثقافة مساءلة تُحصّن الذات العربية من الهشاشة.