حماس تدعو ليوم غضب شامل رفضًا لمخطط إي 1 والاستيطان في القدس والضفة

حماس تدعو الفلسطينيين في الضفة الغربية للمشاركة في فعاليات غضب نصرة لغزة ورفضًا لمخططات الضم والاستيطان الإسرائيلية وفصل القدس عن الضفة.

حماس تدعو ليوم غضب نصرةً لغزة ورفضًا لمخططات الضم والاستيطان

دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينيين، ولا سيّما في الضفة الغربية المحتلّة، إلى الانخراط الواسع في فعاليات جماهيرية يوم الجمعة، نصرةً لقطاع غزة واحتجاجًا على مساعي الضم والتوسع الاستيطاني. وجاءت الدعوة في بيان صدر الخميس، شددت فيه الحركة على أن الحراك الشعبي يمثل ردًا عمليًا على سياسات الاحتلال، خصوصًا مع تسارع الخطوات الرامية إلى فرض أمر واقع جديد في المناطق الحساسة من الضفة والقدس.

مخطط «إي 1»: فصل القدس وتقويض التواصل الجغرافي

استند بيان الحركة إلى ما أُعلن مؤخرًا بشأن المصادقة على مشروع استيطاني في منطقة «إي 1» شرق القدس، وهو مشروع لطالما حذّر منه خبراء وعواصم عديدة لما يحمله من تداعيات على إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا. وتُشير القراءات إلى أن استكمال هذا المخطط يعني عمليًا عزل مدينة القدس عن امتدادها الطبيعي في الضفة الغربية، وإضعاف فرص أي تسوية سياسية عادلة.

«يوم وطني جامع» ورسائل ميدانية

أكّدت حماس في دعوتها أن الجمعة القادمة ينبغي أن تكون «يوم غضب عارم»، ومحطة وطنية جامعة لإظهار التمسك بالحقوق ورفض مخططات المصادرة والضم. وترى الحركة أن الفعل الميداني — من مسيرات ووقفات واعتصامات سلمية — يوجّه رسائل واضحة للعالم بأن السياسات الهادفة إلى تغيير الوقائع الديموغرافية والجغرافية لن تمرّ من دون كلفة سياسية وأخلاقية.

تدعو الحركة الفصائل والقوى السياسية واللجان الشعبية والاتحادات والنقابات والحراكات الشبابية إلى توحيد الصفوف وإسناد الفلسطينيين في غزة وفي المناطق المهددة بالمصادرة والاستيطان.

سياق أوسع: الحرب على غزة وتصاعد الاستيطان

تضع الحركة دعوتها ضمن سياق أوسع يتصل باستمرار الحرب على غزة وما خلّفته من أثمان إنسانية باهظة، إلى جانب تصاعد وتيرة الاستيطان في الضفة. وتؤكد أن تكثيف الفعاليات داخل فلسطين وخارجها يحمل رسالة مزدوجة: تضامن عملي مع المحاصرين، ورفضٌ سياسيٌ واضح لأي ترتيبات تقوّض الحقوق الوطنية الفلسطينية.

شددت الحركة في بيانها على أن ما يجري من محاولات لفرض واقع استيطاني جديد، وخاصة في محيط القدس، ليس مجرد خطوات معزولة، بل جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تقويض أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. وأوضحت أن مشروع «إي 1» يمثل نموذجًا صارخًا لهذه السياسة، حيث يسعى الاحتلال إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل.

واعتبرت حماس أن مواجهة هذه المخططات لا تقتصر على البيانات السياسية، بل تتطلب حراكًا جماهيريًا واسعًا قادرًا على لفت أنظار العالم، وكشف الممارسات الإسرائيلية على حقيقتها. وأضافت أن الضغط الشعبي، إلى جانب التحرك الدبلوماسي، يمكن أن يشكّل عامل ردع في وجه محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة.

في السياق ذاته، دعا البيان إلى تكثيف الجهود الإعلامية لفضح تداعيات المشروع الاستيطاني على حياة الفلسطينيين اليومية، موضحًا أن تنفيذ «إي 1» سيؤدي إلى مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهدم منازل، وتشريد مئات العائلات، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

كما حثت الحركة الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948 على المشاركة في فعاليات الجمعة، معتبرة أن وحدة الموقف الشعبي الفلسطيني تشكّل رسالة قوية ضد محاولات الاحتلال تقسيم المجتمع الفلسطيني وإشغاله بقضايا فرعية على حساب القضية المركزية.

وأشار البيان إلى أن الفعاليات المقررة لن تقتصر على الضفة الغربية فقط، بل ستشمل أيضًا العديد من العواصم والمدن الكبرى حول العالم، حيث يجري التنسيق مع الجاليات الفلسطينية والعربية وأنصار القضية لتنظيم مسيرات تضامنية أمام السفارات والمؤسسات الدولية.

وفي ختام بيانها، شددت حماس على أن الرهان يبقى على وعي الشعب الفلسطيني وإيمانه العميق بعدالة قضيته، مؤكدة أن الاحتلال مهما حاول فرض وقائع على الأرض، فإن إرادة الشعب ستبقى أقوى من كل المخططات، وأن المقاومة الشعبية والسياسية ستستمر حتى تحقيق الحرية والاستقلال.

أسئلة شائعة

ما هو مشروع «إي 1» ولماذا يُعدّ خطيرًا؟

«إي 1» منطقة تقع شرق القدس بين مستوطنة معاليه أدوميم وحدود المدينة. بناء كتل استيطانية فيها يُفضي إلى فصل القدس عن محيطها في الضفة ويقطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها، ما يهدد فرص قيام دولة فلسطينية متصلة.

ما الهدف من الدعوة إلى «يوم غضب»؟

إبراز الرفض الشعبي لمخططات الضم والاستيطان، ودعم صمود غزة، وإرسال رسالة بأن فرض أمر واقع على الأرض سيواجه باحتجاجات وفعاليات منظمة.

من الجهات المدعوّة للمشاركة؟

تدعو الحركة عموم الفلسطينيين في مدن وقرى ومخيمات الضفة، إضافة إلى الفصائل والقوى السياسية، واللجان الشعبية، والحركات الشبابية، والاتحادات والنقابات، للمشاركة الواسعة وتنسيق الجهود.

كيف يمكن دعم الفعاليات خارج فلسطين؟

عبر تنظيم وقفات تضامنية سلمية، والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، وإبراز المواقف القانونية والحقوقية الرافضة للاستيطان وضم الأراضي، ودعم مبادرات الإغاثة للمتضررين.

إرسال تعليق