تحذير نوبل: إسرائيل على حافة كارثة اقتصادية بسبب غزة

10 من حائزي نوبل في الاقتصاد يحذرون من تبعات السياسات الإسرائيلية في غزة، مع انهيار الثقة الاستثمارية وهروب رؤوس الأموال

إسرائيل على حافة كارثة اقتصادية.. تحذيرات 10 من حائزي نوبل للاقتصاد

أثار تقرير حديث نشرته صحيفة ذا ماركر الإسرائيلية قلقاً واسعاً، بعد أن وقع 23 اقتصادياً بارزاً، بينهم 10 من حائزي جائزة نوبل في الاقتصاد، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حذروا فيها من تبعات السياسات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة على الاقتصاد الوطني، محذرين من أن استمرار الوضع الراهن سيقود إلى "كارثة اقتصادية ومالية وشيكة".

الأزمة الداخلية: انهيار الثقة في سوق العقارات

تستمر الأسواق الإسرائيلية في إظهار علامات ضعف ملحوظة. أبرزها سوق العقارات الذي شهد نزوحاً كبيراً لرؤوس الأموال، خاصة في تل أبيب، حيث توقف المستثمرون الأثرياء عن شراء العقارات الجديدة، وبيع عشرات الآلاف من الوحدات السكنية خلال الستة أشهر الأخيرة. هذا التحول في سلوك المستثمرين يعكس فقدان الثقة العميق ويهدد استقرار الأسواق المالية.

ويشير التقرير إلى أن السنوات العشر المقبلة قد تشهد مساراً هبوطياً مستمراً في أسعار العقارات، مما يضعف قدرة الحكومة على التحكم في الاقتصاد ويزيد من احتمالية حدوث اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق.

هروب رؤوس الأموال وهجرة الكفاءات

مع تزايد المخاطر الاقتصادية، بدأ المستثمرون المحليون والأجانب بتحويل أموالهم من العقارات إلى أسواق أخرى، بما فيها البورصة. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد خطر هجرة الكفاءات، خاصة في قطاع التكنولوجيا، مما قد يضعف الابتكار ويقلص قدرة إسرائيل على المنافسة الاقتصادية العالمية.

تداعيات دولية: العقوبات والعزلة المحتملة

لم تقتصر التحذيرات على الداخل الإسرائيلي، بل شملت بعداً دولياً. فقد أشار خبراء الاقتصاد إلى أن الدول الغربية قد تتجه إلى فرض إجراءات شخصية ضد المسؤولين الإسرائيليين، تشمل تجميد أرصدة في البنوك الأجنبية ومصادرة أصول، في حال استمرار سياسات التجويع في غزة. هذا يضع الحكومة تحت ضغط مزدوج: داخلي وخارجي، مما يزيد من هشاشة الاقتصاد.

التحليل التاريخي والاقتصادي

من منظور تاريخي، شهدت إسرائيل في العقود الماضية أزمات اقتصادية متكررة، لكنها كانت عادة مؤقتة، يمكن التعافي منها بسرعة نسبياً. أما الوضع الحالي، فيختلف جذرياً بسبب مزيج من العوامل الداخلية والخارجية، بما فيها استمرار النزاع في غزة، فقدان الثقة في المستثمرين، وضغوط دولية محتملة. تشير النماذج الاقتصادية الحديثة إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تراجع طويل الأمد في النمو الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة والفقر.

تحذيرات حائزي جائزة نوبل

الاقتصاديون الذين وقعوا على الرسالة شملوا:

  • دارون عاصم أوغلو
  • أنجوس ديتون
  • بيتر دايموند
  • إستير دوفلو
  • كلوديا غولدين
  • إريك ماسكين
  • روجر مايرسون
  • إدموند فيلبس
  • كريستوفر بيساريدس
  • جوزيف ستيجليتز

وأكد هؤلاء الخبراء أن السياسات الإسرائيلية الحالية تجاه غزة لا تؤثر فقط على الاقتصاد المحلي، بل قد تمتد آثارها إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، وتهدد بتراجع تصنيف إسرائيل الائتماني، مما يزيد من تكلفة الاقتراض ويضعف قدرة الدولة على تمويل مشاريعها الحيوية.

تأثيرات اقتصادية متوقعة

  • انهيار مستمر في سوق العقارات.
  • تراجع ثقة المستثمرين الداخليين والخارجيين.
  • خطر الإضرابات الاجتماعية والنزاعات العمالية.
  • هروب رؤوس الأموال وخسارة الاستثمارات الأجنبية.
  • هجرة الكفاءات، خصوصاً في التكنولوجيا.
  • عزلة دولية محتملة وعقوبات شخصية على المسؤولين.
  • تراجع القدرة على امتصاص الصدمات الاقتصادية العالمية.

الخلاصة

الرسالة الموقعة من خبراء الاقتصاد، بمن فيهم حائزون على جائزة نوبل، تُعد تحذيراً قوياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدة أن استمرار السياسات الحالية تجاه غزة سيؤدي إلى كارثة اقتصادية شاملة. ويشدد الخبراء على ضرورة إعادة النظر في السياسات الحكومية وتبني استراتيجيات اقتصادية واجتماعية أكثر استدامة، لتجنب انهيار الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.