غزة على صفيح ساخن: انقسام إسرائيلي يهدد مصير الأسرى

يشهد الكيان الإسرائيلي انقسامًا حادًا حول خطة احتلال غزة وسط تحذيرات من وفاة الأسرى وتكبد الجيش خسائر عسكرية جسيمة، ما يزيد المشهد تعقيدًا.

انقسام إسرائيلي حول خطة احتلال غزة: تحذيرات بوفاة الأسرى وخسائر عسكرية جسيمة

تحذيرات من فقدان الأسرى وتكلفة بشرية مرتفعة

كشفت تقارير صادرة عن صحف عبرية أن أجهزة الاستخبارات والقيادة العسكرية في إسرائيل تتوقع سيناريوهات قاتمة في حال شنّ حملة احتلال شاملة داخل قطاع غزة. وتشير التقديرات إلى أن جزءًا كبيرًا من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع قد يفارقون الحياة أثناء العمليات القتالية، سواء نتيجة أعمال عنف متعمدة أو نيران صديقة وسط الفوضى.

وتعكس هذه التحذيرات إدراكًا تكتيكيًا صريحًا لصعوبة قيادة معركة داخل منطقة مكتظة بالسكان، مزروعة بالألغام ومفخخة في أجزاء واسعة منها، الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوع خسائر بشرية بين المدنيين والمهاجمين على حد سواء.

خلافات سياسية وعسكرية: نتنياهو ضد قيادة الجيش

حسب التقارير، يضغط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتنفيذ دخول واسع النطاق على نطاق المناطق المتبقية من قطاع غزة، مستندًا إلى توجهات داخل اليمين المتطرف في حكومته التي تطالب بـ«حسم» طويل الأمد. بالمقابل، يطرح القادة العسكريون مخططًا أقل طموحًا لكنه يراه أكثر قابلية للتحقيق—عمليات تطويق ومداهمات مُحكمة تستهدف ضرب بنى حماس التحتية وإجبارها على إطلاق الأسرى.

وصف رئيس الأركان الخطة الواسعة بـ«الفخ الاستراتيجي» محذرًا من أنها قد تُنهك الجيش لسنوات وتُعرّض حياة الجنود والأسرى للخطر، كما ستلزم تل أبيب بتحمل أعباء مدنية وإدارية هائلة إذا اضطرت لإدارة منطقة مأهولة بعد أي «حسم» عسكري.

مدى السيطرة الحالية والزمن المتوقع للعملية

تشير تقديرات وسائل إعلام عبرية إلى أن الجيش يسيطر على نحو 75–80 بالمئة من مساحة القطاع، لكن المساحات المتبقية شهدت تضاعفًا في التعقيد التكتيكي نتيجة الرقعة السكانية الكثيفة والكم الهائل من المتفجرات المزروعة. وتُشير قيادات عسكرية إلى أن تقدمًا فعليًا لاحتلال كامل المناطق قد يستغرق شهورًا (شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل) بينما قد يستغرق «التطهير» الكامل وفرض السيطرة الأمنية وقتًا أطول بكثير.

تبعات إنسانية وقانونية

أيّ عملية احتلال جديدة ستُلقي بعبء قانوني وإنساني على الجهة المسيطرة: فوفقًا لمبادئ القانون الدولي، يتحمّل المُحتل مسؤوليات تجاه السكان المدنيين من حيث تأمين الغذاء، الرعاية الصحية، والسكن، بالإضافة إلى حماية السكان من عمليات التطهير أو الطرد القسري.

كما أن احتمال تهجير واسع أو اضطراب أمني طويل الأمد قد يفاقم أزمة النازحين ويرفع كلفة التعافي على المجتمعين الفلسطيني والإقليمي، فيما سيواجه المجتمع الإسرائيلي أيضًا تداعيات اجتماعية وسياسية بسبب أعداد الضحايا وحجم التعبئة العسكرية اللازمة.

الاعتبارات الاستراتيجية والخيارات المستقبلية

المعركة ليست فقط عسكرية بل استراتيجية: هل تهدف تل أبيب إلى احتلال يغير الواقع الديموغرافي والسياسي في غزة؟ أم أن الهدف محدود وتقني لإجبار حماس على شروط معينة؟ الاختيار بين «حسم» واسع ومضني أو استراتيجية متدرجة يتوقف على حسابات داخلية إسرائيلية تشمل تكلفة الأرواح، الضغوط الدولية، ونتائج احتلال قد يستمر أثره لسنوات.

وفي وقت تبدو موازين القوى العسكرية لصالح قوة مدجّجة بأسلحة، يظل السؤال الأخطر هو: هل يمكن لمناورات ميدانية أن تُحسم قضية سياسية عميقة جذورها تاريخية وإنسانية؟

للنشر على Free Opinion Network. تم إعداد هذا النص بصياغة أصلية بناءً على تقارير إعلامية متاحة، مع إضافة سياق تحليلي لتمكين القارئ من فهم الأبعاد العسكرية والإنسانية للجدل الجاري.

Post a Comment