وسط انتقادات حماس وتجويع المدنيين: زيارة ويتكوف تثير جدلاً في غزة

زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى رفح في غزة لتفقد توزيع المساعدات وسط أزمة إنسانية حادة وجمود سياسي في مفاوضات وقف الحرب.

زيارة ويتكوف إلى غزة: محاولة أميركية متأخرة وسط جوع ومعاناة متصاعدة

في خطوة تعكس تصاعد الضغوط الدولية بشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي إلى نقطة توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وتأتي هذه الزيارة في وقت يتفاقم فيه الجوع وترتفع معدلات سوء التغذية بين السكان، وسط حصار خانق وهجمات متواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تفقد المساعدات وخطة جديدة

بحسب بيان رسمي من البيت الأبيض، تهدف الزيارة إلى تفقد مواقع توزيع الغذاء الحالية وتقييم إمكانيات توسيع نطاق الإمدادات الإنسانية. المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أوضحت أن ويتكوف وهاكابي "سيستمعان مباشرة إلى معاناة السكان"، وأن تقريراً شاملاً سيُعرض على الرئيس دونالد ترامب لمناقشة خطة نهائية لإيصال المساعدات.

اجتماعات مع القيادة الإسرائيلية

سبق الزيارة لقاءات في القدس المحتلة جمعت المبعوث الأميركي برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين، لبحث سبل التعاون الإنساني وسط الجمود السياسي. ونشر نتنياهو صوراً للاجتماع عبر منصة "إكس"، مؤكداً على استمرار التنسيق "الاستراتيجي" مع واشنطن.

حماس تهاجم الزيارة وتصفها بالدعائية

من جانبها، أصدرت حركة حماس بياناً شديد اللهجة، حيث وصف عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، الزيارة بأنها مجرد "استعراض دعائي"، مشيراً إلى أن ويتكوف "ينظر إلى غزة بعين إسرائيلية مضللة"، متهماً الإدارة الأميركية بـ"التواطؤ في تجويع أهل غزة" وتوفير "غطاء سياسي" لجرائم الاحتلال.

تعثر في المفاوضات وسط معضلة إسرائيلية

تأتي الزيارة وسط حالة من الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكرت القناة الإسرائيلية 12، التي أكدت أن إسرائيل تواجه "معضلة حقيقية" بين خيار صفقة تبادل الأسرى أو مواصلة العمليات العسكرية وصولاً إلى احتلال أجزاء من غزة.

موقف ترامب وتصريحات حول المجاعة

في مقابلة مع شبكة NBC، أكد ترامب أنه يتطلع إلى تقرير ويتكوف وهاكابي، مشدداً على ضرورة إيصال الغذاء إلى المدنيين. وقال الرئيس الأميركي: "هذه مجاعة حقيقية، لا يمكن تزييفها". وأعرب عن قلقه من "سرقة المساعدات من قبل حماس" - حسب زعمه - لكنه أبدى ثقة نسبية في نتنياهو في الإشراف على آلية التوزيع.

ويتكوف إلى روسيا لاحقاً

في تطور لافت، أعلن ترامب أن ويتكوف سيتوجه إلى روسيا بعد زيارته لإسرائيل. وأوضح في حديث للصحافيين بالبيت الأبيض: "سيذهب إلى روسيا، صدقوا أو لا تصدقوا"، في إشارة إلى محاولة توسيع التشاور الدولي بشأن الأزمة.

زيارة رمزية أم بداية تحول؟

رغم الطابع الرمزي للزيارة، إلا أن البعض يرى فيها بداية محتملة لتحرك دبلوماسي أكبر إذا ما قوبلت بتطور فعلي على الأرض، مثل تخفيف الحصار أو توسيع دخول المساعدات. أما إذا بقيت الخطوة دون نتائج ملموسة، فستُضاف إلى سجل طويل من المحاولات الفاشلة لإنقاذ المدنيين من آلة الحرب الإسرائيلية.

في كل الأحوال، تظل غزة عنواناً للمأساة المفتوحة، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من الجوع والعطش ونقص الدواء، في ظل صمت دولي مخجل وتواطؤ بعض العواصم الكبرى مع سياسة التجويع والإبادة.

Post a Comment