ترامب يفرض رسومًا جمركية جديدة وسوريا تتصدر قائمة الدول المتضررة
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الصعيد الدولي، وقّع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مساء الخميس مرسوماً تنفيذياً يفرض بموجبه رسومًا جمركية جديدة على مجموعة من الدول، تشمل حلفاء تقليديين للولايات المتحدة. وتهدف الخطوة، وفقاً للبيت الأبيض، إلى "إعادة هيكلة التجارة العالمية بما يخدم مصالح العمّال الأميركيين".
سوريا في صدارة القائمة
تصدرت سوريا قائمة الدول المتضررة من هذه الرسوم، حيث فُرضت عليها تعرفة جمركية بنسبة 41% على صادراتها إلى السوق الأميركية، وهي النسبة الأعلى بين الدول المشمولة. وتلتها لاوس بنسبة 40%، ثم سويسرا بـ39%، وصربيا بـ35%، وجنوب أفريقيا بـ30%.
استثناءات ومعدلات متفاوتة
بحسب البيان الرسمي، فإن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في 7 أغسطس/آب، بعد تأجيل لمدة أسبوع. وقد استُثنيت الدول التي تجمعها اتفاقيات تجارية ثنائية مع الولايات المتحدة، بينما فرضت تعرفة موحدة بنسبة 15% على الاتحاد الأوروبي، اليابان، وكوريا الجنوبية. أما المملكة المتحدة فخضعت لنسبة 10% فقط.
قلق أوروبي وسويسري من تأثير القرار
عبّرت العديد من الشركات الأوروبية، خاصة في سويسرا، عن قلقها من تأثير القرار على صادراتها الحيوية، مثل الساعات، الأدوية، الأجبان، والشوكولاتة. وتوقعت أن تؤدي هذه الإجراءات إلى انخفاض تنافسية المنتجات السويسرية في السوق الأميركية.
كندا على خط النار
في خطوة تصعيدية، رفعت واشنطن الرسوم على منتجات كندا غير المشمولة باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية من 25% إلى 35%. واتهم ترامب الحكومة الكندية بـ"الفشل في التعاون" بشأن تهريب المخدرات واتخاذ إجراءات "انتقامية".
ارتياح نسبي في آسيا
بالمقابل، حظيت بعض الدول الآسيوية بقرارات أقل حدة مما كان متوقعاً. إذ تم تخفيض الرسوم المفروضة على كمبوديا وتايلاند من 36% إلى 19% فقط، وهو ما وصفته تايلاند بأنه "مقاربة مربحة للطرفين". كما أعربت تايوان عن أملها في التوصل إلى اتفاق يخفض التعرفة المؤقتة البالغة 20%.
المكسيك أمام مهلة أخيرة
أما المكسيك، فقد حصلت على مهلة مدتها 90 يوماً قبل تنفيذ أي زيادات جمركية، ما يُعد فرصة أخيرة لإعادة التفاوض وتفادي تبعات اقتصادية ثقيلة.
خلاصة المشهد
القرار الأميركي الأخير يكشف توجه إدارة ترامب السابقة نحو الحمائية الاقتصادية، حتى على حساب الشراكات التقليدية. وبينما يبدو أن بعض الدول ستتمكن من التكيف مع التعرفات الجديدة، فإن دولاً مثل سوريا وسويسرا وكندا تواجه تداعيات أكثر قسوة، في مشهد مرشح لمزيد من التصعيد ما لم تُفتح قنوات تفاوض جديدة.