تحليل معمق لأسباب موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في غزة بعد شهور من التصعيد، وسط ضغوط داخلية وتدخلات دولية وتغير في موقف واشنطن.
لماذا غير نتنياهو موقفه ووافق على وقف القتال؟
المقدمة والسياق التاريخي لتحول نتنياهو تجاه وقف القتال في غزة أولاً: جذور الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي يعود الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي إلى أواخر القرن التاسع عشر مع حركة "الصهيونية" التي دعا فيها ثيودور هرتزل إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والتي تزامنت مع تنامي الجو القومي العربي. وفي عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، يهودية وعربية، مما أشعل الحرب الأولى بين الطامحين للاستقلال الفلسطيني والدولة العبرية الوليدة. عقب إعلان قيام إسرائيل في مايو 1948، اندلعت "نكبة فلسطين" التي أدت إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم، وتشكيل مخيمات الشتات التي ما زالت قائمة حتى اليوم. وقد أقامت إسرائيل سلسلة من الحروب الكبرى (1956، 1967، 1973) غيّرت من خارطة المنطقة، وكانت غزة ولا تزال بؤرةً مركزية للصراع استراتيجياً وإنسانياً. ثانيًا: غزة بين الحروب والحصارات منذ عام 1967 خضعت غزة للاحتلال الإسرائيلي المباشر حتى عام 2005 حين انسحبت الحكومة الإسرائيلية بقيادة أريل شارون من قطاع غزة وهدفت إلى ردم الفجوة مع الفلسطينيين. لكن الانسحاب لم يعني نهاية التوتر؛ بل…