الرأي الحر | صالح الأزرق: اغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع — حلقة مواجهة وصوت لا يُسكَت
المشهد الذي هز الضمير
استهداف خيمة الصحفيين قرب مجمع الشفاء ليس حادثًا منفصلاً، بل جزء من نمطٍ خطير يستهدف الذين يوثّقون المعاناة وينقلونها للعالم. الحادث أدى إلى استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع، وترك أثرًا عميقًا في صفوف الزملاء والجمهور العربي.
تحليل مضمون الحلقة
بدأ صالح الأزرق الحلقة بمشهد إنساني مؤثر، وصاغ الهجوم الإعلامي للحدث في ثلاثة محاور: أولا الجانب الإنساني والحداد، ثانياً البعد القانوني وإمكانية تصنيف الحادث كـ "جريمة حرب"، وثالثاً بعد الاستراتيجية الإعلامية — أي ما تعنيه خسارة صوتين إعلاميين في زمن الحصار الإعلامي.
القرائن والدلائل التي طرحها الأزرق
- موقع الخيمة واضح ومعلوم، ومهمته كانت نقل الوقائع لا تنفيذ عمليات.
- وجود شهود عيان ومقاطع فيديو يمكن توثيقها كأدلة في ملفات قانونية.
- تصاعد عمليات الاستهداف تجاه الإعلاميين في نفس المرحلة الزمنية يعطي مؤشراً على نمطية.
ماذا طالب البرنامج والجمهور؟
خلال الحلقة، وجه الأزرق عدة مطالب عملية:
- تجميع وحفظ كل المواد المرئية والصوتية وشهادات الشهود في أرشيف آمن.
- رفع ملف متكامل إلى الجهات الحقوقية والمساءلة الدولية (مثل المحكمة الجنائية).
- الضغط على المنظمات الإعلامية لدعم أسر الشهداء وتأمين حماية فعلية للمراسلين الميدانيين.
الردود والضغط الدولي
لم يمر الحادث دون أن يثير انتقادات دولية ومنظمات صحفية، التي وصفت استهداف الإعلاميين بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. الأزرق عرض هذه الردود كجزء من محاولة بناء إجماع دولي حول ضرورة حماية الصحفيين.
لغة الخطاب: بين الصدمة والتحليل
تميّز خطاب صالح الأزرق في الحلقة بأنه مزيج من الحزن والغضب المدروس. لم ينسَ تقديم خلاصة تحليلية تُظهر الخطوات التالية بدلاً من الاكتفاء بالتنديد فقط، ما جعله مادة مفيدة للصحفيين والنشطاء الحقوقيين على حد سواء.
أهمية التوثيق وتأثيره المستقبلي
شدّد الأزرق على أن التوثيق لا يعمل فقط كمادة إثبات أمام المحاكم، بل كأداة للذاكرة التاريخية. حذف الأدلة الإعلامية يساوي محاولة إعادة كتابة الوقائع، ولذلك وضع الحلقة خارطة طرق عملية لجمع الأدلة وتخزينها ومشاركتها مع مؤسسات موثوقة.
تداعيات مهنية وأخلاقية
السقوط المزدوج لأنس ومحمد يحيل على حاجة عاجلة لإعادة النظر في سياسات حماية المراسلين الميدانيين لدى المؤسسات الإعلامية وسبل تقديم دعم عملي ومستمر لأسر الشهداء، وفتح ملفات تأمين ومناصرة مهنية تضمن عدم تكرار المآسي.
هل يكفي الغضب؟ وما الذي يمكن فعله الآن؟
الأزرق لم يكتفِ بالغضب؛ بل دعا المؤسّسات والمحامون ونقابات الصحفيين للتحرك الفعلي: رفع ملفات، تدويل القضية، وتوفير مظلّة حماية فورية للصحفيين ما أمكن. الجواب العملي يبدأ من التوثيق وينتهي بمساءلة قانونية حقيقية.
ختام — الكلمة تستمر
انتهت الحلقة بنداء إنساني وقانوني: أن لا يصبح القتل وسيلة لتغييب الحقيقة. صالح الأزرق حوّل فقدان صوتين إلى استدعاء جماهيري وقانوني للمساءلة، مؤكداً أن الإعلام الشريف سيجد طريقه مهما حاول من يسعى لإخماده.