إيرلندا تتحدى إسرائيل وتطالب بتحرك أممي لوقف مجـ ـ ازر غزة فورًا

دعوة الرئيس الإيرلندي لتفعيل الفصل السابع ضد إسرائيل تفتح النقاش حول القانون الدولي، وحق الأمم المتحدة في التحرك لوقف جرائم غزة.

دعوة إيرلندية لتفعيل الفصل السابع ضد إسرائيل: غزة في قلب القانون الدولي

في خطوة أثارت اهتمامًا دوليًا متزايدًا، دعا الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيغينز الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد إسرائيل، على خلفية الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال هيغينز في تصريح حاد اللهجة: “أعني بذلك فعليًا سواء وافق مجلس الأمن أم لا، وحتى لو كان هناك تعطيل بالفيتو فإن الحق قائم للأمين العام في السعي لتشكيل دفاع دولي”. هذه الكلمات فتحت الباب لتساؤلات حول ماهية هذا الفصل وما مدى إمكانية تطبيقه في سياق الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

ما هو الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟

يُعد الفصل السابع من أكثر فصول ميثاق الأمم المتحدة تأثيرًا، ويشمل المواد من 39 إلى 51. يمنح هذا الفصل مجلس الأمن الدولي سلطة اتخاذ تدابير قسرية ضد الدول التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وتشمل هذه التدابير العقوبات الاقتصادية، وقطع العلاقات الدبلوماسية، بل واستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.

تنص المادة 39 على أن مجلس الأمن هو المخوّل الوحيد بتحديد وجود تهديد للسلم أو خرق له أو عمل عدواني، ويقرر التدابير التي يجب اتخاذها وفقًا للمادتين 41 (تدابير غير عسكرية) و42 (تدابير عسكرية).

متى يُفعَّل الفصل السابع؟

  • يبدأ التفعيل بقرار من مجلس الأمن بناءً على تقارير من الأمين العام، أو شكاوى من الدول الأعضاء.
  • يتطلب توفر أدلة واضحة على تهديد حقيقي للسلم الدولي.
  • يشترط فشل الوسائل السلمية (الفصل السادس) أولًا قبل اللجوء إلى الفصل السابع.
  • يجب أن يحظى القرار بموافقة 9 أعضاء من أصل 15 في مجلس الأمن دون استخدام الفيتو من الأعضاء الدائمين.

الفيتو... العائق الأكبر أمام تنفيذ العدالة

لطالما شكّل حق النقض (الفيتو) الممنوح للدول الخمس الكبرى (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) عائقًا أمام تطبيق الفصل السابع. الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، استخدمت هذا الحق مرارًا لحماية إسرائيل من أي عقوبات دولية رغم الجرائم الموثقة في فلسطين.

هذا الاستخدام الانحيازي للفيتو حوّل مجلس الأمن، في أعين كثيرين، إلى أداة سياسية بدلًا من كونه هيئة دولية لحفظ السلم العالمي، وأدى إلى تفاقم النزاعات وتهميش العدالة الدولية، خاصة في القضايا المتعلقة بفلسطين وسوريا وأفريقيا.

أبرز سوابق استخدام الفصل السابع

الدولة السنة القرار النتائج
العراق 1990 القرار 678 تدخل عسكري لإخراج العراق من الكويت - عملية عاصفة الصحراء بقيادة الولايات المتحدة
ليبيا 2011 القرار 1973 حظر طيران وتدخل الناتو لقصف قوات القذافي بحجة حماية المدنيين

هل يُمكن تفعيل الفصل السابع ضد إسرائيل؟

من الناحية القانونية، يُمكن تفعيل الفصل السابع إذا توافرت شروطه، ولكن من الناحية السياسية، فإن الفيتو الأمريكي يمثل العقبة الأبرز. ولهذا جاءت دعوة الرئيس الإيرلندي كمحاولة لإحياء دور الأمين العام نفسه في تجاوز شلل المجلس السياسي، والدفع نحو تحرك أخلاقي دولي عبر آليات استثنائية.

الخلاصة

تُمثل دعوة الرئيس الإيرلندي تطورًا لافتًا يعكس حجم الغضب الأوروبي والدولي من استمرار الانتهاكات في غزة. ورغم صعوبة تطبيق الفصل السابع عمليًا بسبب الحسابات السياسية، إلا أن مجرد طرحه يُعتبر ضربة معنوية قوية لدبلوماسية الاحتلال وداعميه.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يشهد العالم لحظة شجاعة أممية تُعيد الاعتبار للقانون الدولي والضمير الإنساني؟

Post a Comment