ترامب يجدد اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ويصف الحكم الذاتي بالحل الوحيد
الرباط - 2 أغسطس 2025: قالت وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم السبت، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، في برقية رسمية بعث بها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش.
وقال ترامب: "أود أن أجدد التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتدعم المقترح المغربي الجاد وذا المصداقية والواقعي للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع".
دعم مستمر رغم تغير الإدارات الأميركية
وكان اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء قد تم في ديسمبر 2020 خلال ولاية ترامب الأولى، في سياق اتفاقيات "أبراهام". ورغم تغيير الإدارة، إلا أن وزير الخارجية الأميركي الحالي ماركو روبيو أكد في أبريل الماضي أن موقف الولايات المتحدة لم يتغير وأن دعم المغرب لا يزال جزءاً من سياستها الخارجية.
المغرب يعزز مواقفه دولياً
في يونيو الماضي، أصبحت المملكة المتحدة ثالث عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يدعم خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بعد الولايات المتحدة وفرنسا. وقد اعتُبر هذا الدعم مؤشراً على تزايد القبول الدولي بالمقاربة المغربية، مقابل تراجع دعم خيار الاستفتاء الذي تطالب به جبهة البوليساريو.
موقف الجزائر والبوليساريو
ترفض الجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو، أي حل لا يشمل استفتاء تقرير المصير، وقد امتنعت عن المشاركة في المحادثات التي دعا إليها مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا. وتصر على إجراء استفتاء يتضمن خيار الاستقلال الكامل.
الصحراء الغربية: نزاع مزمن منذ عقود
تُعد الصحراء الغربية منطقة غنية بالموارد، وتطل على المحيط الأطلسي. وهي مستعمرة إسبانية سابقة، أُدرجت ضمن قائمة "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" لدى الأمم المتحدة. بعد انسحاب إسبانيا في 1975، دخل المغرب والبوليساريو في نزاع مسلح استمر حتى وقف إطلاق النار في 1991، برعاية الأمم المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، فشل المجتمع الدولي في فرض حل متوافق عليه. وقد طرحت المملكة المغربية مقترح الحكم الذاتي الموسع سنة 2007، كبديل عن الاستفتاء، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من قوى غربية كبرى، بينما رفضته البوليساريو والجزائر.
ردود فعل مغربية مرحبة
وقد قوبلت تصريحات ترامب بترحيب واسع في الأوساط الرسمية والحزبية المغربية، حيث رأى البعض فيها تأكيداً على شرعية السيادة المغربية ودعماً متجددًا لمبادرة الحكم الذاتي. وقال محللون إن تجدد الموقف الأميركي في عهد ترامب، حتى خلال ولايته الثانية، يعزز الموقف المغربي في مجلس الأمن وفي مفاوضاته مع الأمم المتحدة.
خاتمة
يبقى ملف الصحراء الغربية أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في شمال أفريقيا، وتأتي المواقف الدولية الداعمة للمغرب لتعيد ترتيب الأوراق وتمنح الرباط دفعة جديدة على الساحة الدبلوماسية. ومع استمرار رفض الجزائر والبوليساريو لأي تسوية خارج الاستفتاء، فإن فرص الحل السياسي ما زالت تراوح مكانها.
المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء + تحليل سياسي خاص