روسيا تسقط 105 مسيرات وأوكرانيا تلمّح إلى لقاء محتمل بين زيلينسكي وبوتين
في تطور جديد على الساحة الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إسقاط 105 طائرات مسيّرة أوكرانية خلال هجوم ليلي طال تسع مناطق روسية، بالإضافة إلى إسقاطات وقعت فوق بحر آزوف وداخل العمق الروسي.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن الوزارة أن الدفاعات الجوية الروسية تعاملت بنجاح مع الهجوم واسع النطاق، مشيرة إلى أن هذه الموجة تأتي بعد يوم من إعلانها إسقاط أكثر من 200 مسيّرة وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة.
من جانبه، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن كييف تمتلك التمويل اللازم لشراء ثلاثة أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت، وتعمل على تأمين تمويل سبعة أنظمة إضافية من خلال دعم الحلفاء الدوليين، في إطار سعيها لتعزيز قدراتها الدفاعية.
زيلينسكي أشار إلى أن أوكرانيا تواجه فجوة تمويلية قدرها 40 مليار دولار للعام المقبل، مما يسلّط الضوء على التحديات الاقتصادية والعسكرية التي تفرضها الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
محادثات أولية للقاء القمة
وفي سياق المساعي السياسية، أعلن زيلينسكي أن مفاوضين من الجانبين الأوكراني والروسي ناقشوا إمكانية عقد لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك ضمن جهود تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر.
وقال زيلينسكي في تصريحات صحفية: "نحتاج إلى إنهاء الحرب، وأعتقد أن البداية تكون بلقاء بين القادة. لقد بدأنا بالفعل بمناقشة هذا الطرح خلال المفاوضات، وهو بحد ذاته مؤشر على تقدم محتمل".
وأوضح الرئيس الأوكراني أن بلاده ترغب في مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا اللقاء المرتقب، معتبرًا أنه سيكون خطوة مركزية ضمن إطار الحل السياسي المنشود.
مواقف متباينة وعقبات تفاوضية
في المقابل، يبدو أن موسكو لا تشارك كييف نفس التفاؤل. فقد صرّح رئيس الوفد الروسي في المفاوضات، فلاديمير ميدينسكي، بأن "أي لقاء على هذا المستوى يجب أن يُحضّر له بعناية فائقة، وإلا فلن يكون مجديًا".
كما أشار ميدينسكي إلى وجود فجوة كبيرة في مواقف الطرفين، معتبرًا أن التسرع في الإعلان عن قمة قد يؤدي إلى نتائج عكسية على مسار التفاوض.
وخلال الجولة الثالثة من المحادثات التي عقدت في إسطنبول الأربعاء الماضي، اقترح رئيس الوفد الأوكراني رستم أومروف عقد اللقاء بين زيلينسكي وبوتين قبل نهاية أغسطس/آب، وهو الموعد الذي يتوافق مع المهلة الزمنية التي حدّدها ترامب لبوتين لإيجاد حل دبلوماسي قبل فرض عقوبات جديدة.
وبينما تتصاعد حدة التوترات في الميدان وتتكثف الجهود الدبلوماسية خلف الكواليس، يبقى مستقبل اللقاء الرئاسي غير محسوم، في انتظار توافق نادر قد يضع حدًا لحرب استنزاف أنهكت الطرفين وأربكت النظام الدولي.